{ بسم الله الرحمن الرحيم ../
{ كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } آل عمران
{ سلام الله عليكم و رحمته و بركاته ../
اللهم صلي وسلم على أشرف الانبياء و المرسلين نبينا و حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم ..
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين ..الحمد لله الكريم الوهاب الحمد لله الرحيم التواب ..
الحمد لله الهادي إلى الصواب مزيل الشدائد وكاشف المصاب الحمد لله فارج الهم وكاشف الغم مجيب
دعوة المضطر فما سأله سائل فخاب .. يسمع جهر القول وخفي الخطاب .. أخذ بنواصي جميع الدواب
فسبحانه من إله عظيم لا يماثل ولا يضاهى ولا يرام له جناب هو ربنا لا إله إلا هو عليه توكلنا
وإليه المرجع والمتاب ..وسبحان من انفرد بالقهر والاستيلاء واستأثر
باستحقاق البقاء وأذل أصناف الخلق بما كتب عليهم من الفناء ..
وأشهد أن لا إله إلا الله ..
تلك الرموس التي أخفت تحتها أجساد و اخفتها بالتراب .. تنتظر البعث والنشور وأن ينفخ في الصور ..
اجتمع أهلها تحت الثرى .. ولا يعلم بحالهم إلا الذي يعلم السر وأخفى ..
اشتاقُ إليكم يا من تحت التراب .. أتطلع لمعرفة الحال و كيف تدوروا بكم الايام
كيف أحوالكم الان ؟
قلوباً متخبطة تأن لفراقاً لا تدري أتنتظر صحوتها للقاء أم إنها تلتحق بيها لتجمع وينتهي الحنين
و إن لكل نفساً ذائقة الموت
في البداية أتمنى من الجميع أن يكونوا بخير و على صحة و عافية ..
أحبابي كلاً منا على ذكرى و اشتياقاً لصحبه له , سوءاً كانوا من أهلاً أو كانوا من ذريتاُ أو كانوا من أرحاماً أم كانوا من أصحاباً ,,
و أخذتهم حياة أخرى قد يعيشوا فيها وهم بأحسن حال و أو قد يعيشوا فيها وهم بسوء مقام و العياذ ُ بالله .
نسأل الله أن تكون كل روح مسلمة ناسبها قول الله تعالى : {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةًفَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي }الفجر
.
للأنفس الباقية التي تستنشق الهواء ولا تدري متى يحين الذهاب !
كم من مرة نتذكرهم هؤلاء الاحبه ؟ هل قمنا بإطلاق صدقة جارية عنهم ؟
هل خصصنا لهم يوم لزيارتهم أم هل نكتفي بمرة واحده في السنة ؟
هل نكتفي بالدعاء لهم في يوم الجمعة فقط ؟
.
الكثير هذي الايام خصصوا فقط يوم واحد لذكرهم رحمهم الله , يوم الجمعة .. تكثر رسائل الدعاء
تكثر رسائل التذكير بهم في يوم الجمعة , و بقيت الايام أين ذهبت ؟ , صلواتنا الخمس المشروعة
لماذا لا نحدد بعد الفراغ من الصلاة أو حتى في الركوع أو السجود
" اللهم اغفر للمسلمين و المسلمات الاحياء منهم و الاموات إلى يوم الدين " ..
.
عندما نحدد أول يوم من أيام العيد الفطر أو الاضحى لزيارة قبورهم و السلام عليهم ..
هل نرى أننا قمنا بحقهم على أكمل وجه ؟ لابأس بأن نحدد يوم الجمعة لزيارتهم ,
لكن أن نحدد ذاك اليوم للدعاء لهم فقط دون بقية الايام.
هم في حاجة إلى الدعاء الدائم والصدقة وأحسن ما يفعل لهم الدعاء،
الدعاء لهم في ظهر الغيب، الدعاء لهم والترحم عليهم، وسؤال الله سبحانه أن يغفر لهم،
وأن يتغمدهم بالرحمة، وأن يعفو عنهم ، وأن يرفع درجاتهم في الجنة، ونحوها من الدعاء الطيب
والصدقة كذلك بشتى أنواع إخراجها خيراً مستمر إلى يوم الدين , وهذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم
أن رجلاً سأله " إن أمي ماتت فهل لها أجر إن تصدقت عنها، قال النبي: نعم "
فالصدقة عن الميت تنفعه بإجماع المسلمين، وهكذا الدعاء له بإجماع المسلمين ينفعه ,
حتى إننا لا ننسى قيام العمرة أو الحج .و لا ننسى أن هذه الامور طريق لمنفعتين , منفعة للنفس و للموتى رحمهم الله و غفر لهم .
×- تذكروا قول الله تعالى: { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ
فوصف الله هؤلاء الأخيار بأنهم يدعون لأنفسهم ولإخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان وهذا يشمل إخوانهم
الأحياء والأموات وقال النبي عليه الصلاة والسلام : " ما من مسلم يموت فيقوم
على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه" .
وقد صح أيضاً عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث:
صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له " .
.
قصد رسول الله " الصدقة الجارية " وقد فسرها العلماء بالوقف الخيري النافع . من مساجد أو مدارس ..الخ
و دل هذا على مشروعية الوقف النافع والحث عليه وأنه من أفضل الأعمال التي يقدمها الإنسان لنفسة في الآخرة .
.
و " العلم النافع "وذلك بأن يقوم الإنسان في حياته بتعليم الناس أمور دينهم، والعلم يبقى نفعه ما دام
في الارض مسلم وصل إليه هذا العلم، فكم من عالم مات من مئات السنين وعلمه
باق ينتفع به بواسطة كتبه التي ألفها و تم تداولها. وكلما ذكره المسلمون دعوا له وترحموا عليه .
.
و " الولد الصالح "من ذكر وأنثى تجري نفعهم لآبائهم بدعواتهم الصالحة المستجابة لآبائهم،
وبصدقاتهم عنهم وحجهم لهم، وحتى دعاء من أحسن إليهم هؤلاء الأولاد من الناس فكثيراً
ما يقول الناس للمحسنين: رحم الله آباءكم وغفر لهم .و دل حديث الرسول عليه الصلاة و السلام
أيضاً على مشروعية دعاء الأولاد لآبائهم مع دعائهم لأنفسهم في الصلوات وخارجها،
وهذا من البر الذي يبقى بعد وفاة الآباء.
.
روى ابن ماجة: { إنما يلق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته: علم تنشره، أو ولد صالح تركه، أو مصحف ورثه،
أو مسجد بناه، أو بيت لابن السبيل بناه، أو نهر أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه بعد موته }.
فيا أخواتي علينا أن لا نتكاسل و أن لا نكف الدعاء لإخواننا و أخواتنا و أقاربنا الذين فارقوا الحياة
و أصبحوا في ظلمات القبور التي لا نعلم مدى وحشتها و ما مدى حاجتهم لدعاء يخفف عنهم .
[ اللهم اغفر للمؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات برحمتك يا ارحم الرحمين ].
و احرصوا رحمكم الله على بذل الأسباب النافعة لكم و لهم و أن تشغلوا حياتكم بالذكر والقيام
والصدقات والصيام لتختم لكم بالصالحات بإذن الله . وتقديم الأعمال النافعة
التي يستمر نفعها ويجري عليكم و عليهم أجرها بعد حتى الوفاة .
.
~ يا ليت شعري كيف أنت على ظهر السرير وأنت لا تدري ~
~ أم ليت شعري كيف أنت إذا غسلت بالكافور والسدر ~
~ أم ليت شعري كيف أنت إذا وضع الحساب صبيحة الحشر ~
~ ما حجتك فيما أتيت وما قولك لربك بل وما العذر ~
~ ألا تكون أخذت عذرك أو أقبلت ما استدبرت منأمر ~
.
أسأل الله أن يخلص توحيدنا له وحده لا شريك له وأن يهدي ضال المسلمين اللهم اجعلنا بطاعتك عاملين وعلى
ما يرضيك مقبلين وتوفنا وأنت راض عنا يا أرحم الراحمين وآمنا من الفزع الأكبر يوم الدين.
.
إن الله يحب المحسنين ..~
الإثنين مايو 21, 2012 2:21 am
