لِكلٌ مِنا حُلمْ و طُمًوحْ يَسَعى إليَه ويَعيشْ لِـ أجلْ تَحقيقَه
وطُموحَنْا هُو إختِبار لِـ قُوتِنا ومَدى صُمودَناْ
فَـ الطُموحْ : هُو شَيء يَنمُو بِـ داخِلنَا ويَكُبرْ مَعَناْ
نُحبْ إن نُحققه ونَبلُغْ مَعهْ أقصَى دَرجَاتْ الرِضا والسَعادةْ لِـ نَشُعر أننَا موجُودينْ في هَذه الحَياةْ
عَجيبْ هُو طُموحْ بَعضُ النَاسْ .. !
يَختَلفْ بِـ إختِلـاْف الـأيَامْ , ويَتبدّلْ بينْ لَيلة وضُحاهَاْ .. !
وأنَا لـاْ أُسمّي ذَلكْ طَمُوحْ بَلْ نَزوةْ
سُرعَانْ ما تَتَلـاْشَى مِثلمَا تَتلـاْشَى أشِعّة الشَمسْ وَقتْ المَغيبْ
ومِثلمَا يَجدْ الـإنسَانْ نَفسهْ أحيَانًا فِي الدُنيَا غَريبْ
عَرفُتها مُنذُ بِضَع سَنينْ , حينْ كُنتْ أنتَظرْ قُبوليِ بـ الجَامِعة
وحِينْ ألتَقيتَها أوّل مّرةْ ودَارْ بيننَا أولْ حَديثْ أخَبرَتني أنَها تَتمنىْ مُنذْ سَنينْ أن تُصبِح ( دكتتوَرهْ )
فَـ تَمنيَتُ لَها التَوفيقْ وأنْ تَنالْ ما تَتمنَى , وتَقابَلنَا مُرة آخُرى
وسَألتَها عن ( أخبَارهَا ) وْ طُموحَها مُتوقِعة مِنها إنهَا تَخَصَصَتْ ( طَـْبَ)
بِما أنَها كَانتْ تَطمحْ لـ ذلكْ
لكِني فُوجِئتُ بِها تُخبِرني أنَها لمْ تَعُد تَرغبْ ذَلكْ لـأنْ أهلَها أقنَعوهَا أن تَدخل ( تَمرْرَيَض ) فرضَختْ لَهمْ دُون مُقاوَمة .. !
فَـ تَعجَبّتْ حَقًا كَيفْ تَموتْ إرادَة الـإنسَانْ وكَيفْ يسَتسلمْ بِـ سُهولةْ
ضَاربًا بـ آماله عَرض الحَائِطْ
كَيفْ يَحَلمْ في سَنينْ بـ تَحقيقْ شَيء مَا , ثُمْ يَتغيرْ الحُلمْ بيَن لَيلة وضُحاهَا .. !
مُنذُ نُعومَة أظفَاري وأنا أحُبْ و ( أموتْ ) فِي القِراءةْ
فـ الـآنْ وأكَثَر مِن أيْ وَقتْ أصَبحَتُ أؤَمِنْ بِأن حَياةْ وَاحِدة لـاْ تَكفي
وأتَذكر إنني كُنتْ أجَمعْ مِن مَصروفي المَدرسيْ
لِـ أذهبْ لـ المَكتبَة يَوم الـأربِعاء لِـ أشتَري مَجلة ( ماجِد )
وأيضًَا كُنتْ أدَخرْ كَثيرًا لـ أشَتري قِصصْ ( دَيزنيْ ) المُصّورةْ
وحيَنْ كَبرتُ قَليلًا بدَأتْ أقرأ القِصصْ القَصيرَة مِثلْ :
( سَاندريلـا ) و ( الجَميلَة والوحَشْ ) و ( سُنوايتْ والـأقَزامْ السَبعَةْ )
ومَع الوقتْ بَدأتْ أقتَني مَجلـاْتْ مِنها :
( لَهَا ) و ( سَيدَتيْ ) و ( زَهرةْ الخَليجْ ) و ( فَواصِلْ ) .. ألــخْ
تَعرفَتْ مِن خِلـَاْلْهمْ عَلى بَعضْ مَن فُتِنتْ بِهمْ
فَـ مِنْ زَهرةْ الخَليجْ تَعرفتْ عَلى ( شَهرَزاَدْ )
وشَعرتُ بِـ أنَني وَجدتُ نَفسيْ , فَـ كُنتْ أقرَأ خَواطِرهَا وكَأنَنَي أقرأ لِـ نَفسيْ
قَالتْ :
بَعضْ الحِكايَاتْ تَبدأ بِـ كلِمة وتَنتهَي بِـ صَمتْ
وبَعضَها يَبدأ بِـ تَجرُبَة ويَنتهَي بِـ إنفِجارْ
وبَعضَها يبَدأ بِـ لُعبَة ويَنتهَي بِـ مأسَاةْ
ومِن بَينْ كُل الحِكَايَاتْ هُناكْ حِكايَة
هِيَ حِكايَة الـ عُمرْ كُلهْ ’ هي الَتي تَمسَح كُل الحَكايَا
وتَبقَى هِي فَقطْ بِـ طٌقوسِها وشُخوصِها
وهِي حِكايَة لـاْ تَموت فَيكْ أبدًا .. !
ومِنْ سَيدتَيْ تَعرفُتُ عَلىْ ( فَوزَية سَلـاْمَة ) تِلكْ المَصَرية الَرائِعَة , التَي تَعَيشْ لِـ حَل مُشِكلـاْت النَاسْ الـإجتِماعَية والنَفسَية والـأُسَرية والعَاطِفيةْ
أعُجِبتُ بِها حَقًا , وحَينْ دَخَلتْ المَرحلَة الثَانَويّة , أحَبَبتْ مَادة ( عِلمْ الـإجِتماَعْ )
لـأْنْ مُعلمة المَادة كَانتْ رَائِعة
وحُبْ الـإرشَادْ والتُوجيَهْ , وحُبْ الـإطِلـاْع على هُمومْ ومَشاكِل النَاسْ لـ أعيشْهَا
فَـ الحَياةْ مُشَاركَة وأخَذْ وعَطاءْ , وأنَا أريُد العَطاءْ لـ أحُسّ بِـ السَعادة والرِضا
فَـ عَقدتُ عَزميْ على تَخْصص آلآدَبيْ
وحَينْ آتَى ذَلكْ الوقَتْ كَثيرٌ هُم مَنْ رأوا أنْ تَخَصُصُي لـاْ مُسَتقَبلْ لهْ
ومنِ ضِمنِهمْ أميْ وأبيْ , وبَعضْ صَديقَاتيْ , لَكنِي لـِمآ دَآخْلَي لآيُريَد آلآدَبْي
فَـ دَخلتْ لِـ آلعَلْميَ الذيْ أخَترتُه مُسَتقَبلًا لِـ نَفسَيْ , وتَخصَصَتْ فِيهْ مَسَار وهُو مُمُتِع حَقًا .. !!
:
كَثَيرًا ما يُراودنُي حُلمْ أنْ أكُونْ كَاتِبة مَشَهورةْ
فَـ بِحكمْ حُبَيَ للثقآفه وبِـ حُكمْ تَجاربْ عِشتهَا ( يَشُيبْ لهَا الرأسْ )
وتَجَاربْ مَنْ حَوليْ كَتبتُ أوّل روايَةْ
تَحكيْ عَن الحُبْ ولـاْ شَيء سِوى الحُبْ
أقتبَستها مِن الواقِع مع دَمجْ بَعض الخَيال
وصَلتْ فيَها لِـ الفَصلْ 12 وَوضَعتُ لَهَا عُنوانْ ( مؤقَتْ ) وهَو :
[ مُنذ صُغري آحببتك ]
لَكِنيْ لَمْ أُتِممَها بَعدْ
حَقَا أتمَنى أنْ تَرى النُورْ وأن تُطبَعْ وتُنشَرْ وتُقَارِعْ مَثيِلَـاْتهَا كـ :
أحَبَبتُكْ أكَثَر مِمِا يَنبَغيْ لـ أثَيرْ عَبداللهْ
و .. مِتْ فَيكْ لِـ هَديَلْ مَحمَدْ
مَن يَدري قَد يَتحققْ ذَلكْ وترَون :
مُنَذَ صُغَري آحَبَبتَكْ.. لِـ آلَنقيْهَ نُـَوفَ.. !
وقَبلْ أنْ أَرَحلْ مِن هُنا أذُكرْ بَيتْ لِـ أحَد الشُعراءْ يَقولْ :
لَـاْ تَحسَبنّ المَجدْ أنتْ آكِلهُ . . لَنْ تَبَلغْ المَجّدَ حَتى تَلعقْ الصَبَرُ .